النسبة الذهبية – سر عالم الجمال


النسبة الذهبية أو الرقم الذهبي 1.618 هو أحد القوانين السحرية التي سخّرها الخالق العظيم في عملية الخلق. .و هو السر الدائم لعالم الجمال و مقياس الإبداع في كل ما يحيط بنا؟؟
ورغم انه قد يبدو رقم بسيط للوهلة الأولى، ولكن في حقيقة الأمـــر يعتبر من أكثر الأرقام إثارة للجدل على مر التاريخ فهذه النسبة -إذا ما استخدمناها- تُكسب كل ما نقوم به في شتي مجالات الحياة جمالاً وإتقاناً وتجعل منه عملاً إبداعياً. وهى موجودة في نسبة العرض والطول لحلزونات جزيئات دي أن أي ( الحمض النووي ) وفي التصميم الخاص للكون وفي قواعد ترصف الأوراق والأغصان على الأشجار وفي كريستال الجليد وفي البنية الحلزونية للكثير من المجرات وفي الكثير من الأماكن. فهذا الرقم هو في حد ذاته إعجاز من الله الواحد الأحد. مما يعطي الطبيعة رونقــا خاصا وجمال رباني لا يضاها , وحتى الكائنات الحية في الطبيعه وفي مقدمتها الانسان كانت مبنية في تكوينها علي أساس ابداعي وتناسق لايضاهي بين تركيبة أجزاء أجسامها وتواجـــــد كبير جدا للنسبة الذهبية عند الاطلاع عن قرب لمختلف الاشياء من حولنا .أيضا فان موقع مدينة مكة المكرمة يحقق الرقم الذهبي بالنسبة لمقاييس الكرة الأرضية كما ان تحقق هذه النسبة في أي عمل ابتكاري يكون  من اسباب جمال هذا العمل




ماهي النسبة الذهبية :

النسبة الذهبية ببساطة عبارة عن: تناسـب لأطوال بين قيمتين عدديتين تحققان تلك النسبة
أن تكون نسبة الطول كاملاً للجزء الكبير منه، مثل نسبة الجزء الكبير للصغير فلو افترضنا أن لدينا سلك بطول معين وتم تقسيمه لجزئين بنسبة 1:2




فنسبة الطول الكلي للسلك إلى الجزء الأكبر منه يجب ان تساوي نسبة الجزء الأكبـر الي الجزء الأصغـر وقيمة النسبة الذهبية يعبر عنها بالثابت الرياضي : 1.61803399

ويعبر عنها بالحرف الإغريقي “فاي” 



والنسبة الذهبية غير مرتبطة بالخطوط المستقيمة فقط فلها أشكال متعددة وتسميات مختلفة فمثلا هذا الشكل اللولبي الشهير يقوم بأكمله على النسبة الذهبية، بل إنه يوظفها أكثر من مرة بشكل متداخل يتصاغر مع كل انحناءة،


 والنسبة الذهبية أو النسبة الإلهيـة بدأت في الظهور بشكل واضح بعد اكتشاف متتالية ليوناردو فيبوناتشي الشهيرة والمسماة باسمه    Fibonacci number  


وأرقام المتتايه علي النسق التالي : 0, 1, 1, 2, 3, 5, 8, 13, 21, 34, 55, 89, 144,…….. بحيث أن كل رقم هو نتاج مجموع الرقمين السابقين له , ويقترب ناتج قسمة كل رقم بما قبله من 1.618 شيئا فشيئا.

تجلي النسبة الذهبية في الطبيعة 

لقد تبين أن النسبة الذهبية كامنة في الطبيعة بشكل مذهل بما يصعب تصديقه ,ومتواجده في كـل شئ من انسان لحيوان لنبات لجماد , فسبحان من خلق كل شئ بقدر
جسم الإنسان مبني بتقسيماته الهيكلية الأساسية وأبعاده الخارجية على النسبة الذهبية,في توازن مدهـــش بين كل ابعاد وتقسيمات جسم الانسان. فالمسافة بين أعلى رأس الإنسان إلى أخمص قدمية مقسومة على المسافة من السرة إلى الأرض تعطي النسبة الذهبية , والخصر للأرض مقسوما على الركبة للأرض تحقق النسبة الذهبية, والمسافة من الكتف لأطراف الأصابع مقسومة على المسافة من الكوع لأطراف الأصابع تعطي النسبة الذهبية.


المسافة بين الورك الى الأرض مقسمة على المسافة بين الركبة و الأرض تعطيك نفس الرقم الذهبي

وحتى في وجه الإنسان وأدق التفاصيل تخضع للنسبة الذهبيــة!!

كل ما في جسم الانسان من سلاميات الاصابع و اصابع القدمين و الحبل الشوكي و نسبة الوجه الى الجسم كلها تعود الى هذه النسبة في تناســـق مدهش للابعاد , وبالتالي فإن جسم الانسان مع هذا التناسق يعد مثال حي للنسبة الذهبية:



النسبة الذهبية في النبات والحيوان


 في مجتمعات النحل نلاحظ  أن عدد الإناث في أي خلية يفوق عدد الذكور بنسبة ثابتة وهذه النسبة هي 1,618 , ونجد هذه النسبة المتناسقة أيضـا في الحلزون وفي كثير من الحيوانات كالدولفين والفراشات, وأيضـا في النباتات.


استخدام النسبة الذهبيــه عبر العصــور :

الحضارة الفرعونية


أول معرفة للنسبة الذهبية قد تكون في عصر الفراعنة ودليل ذلك استخدامها في بناء الأهرامات , وخاصة الهرم الأكبـر حيث أظهرت الدراسات الحديثة أن الهرم الأكبر خوفـو يخضع لقوانين النسبة الذهبية، حيث إن النسبة بين المسافة من قمة الهرم إلى منتصف أحد أضلاع وجه الهرم، وبين المسافة من نفس النقطة حتى مركز قاعدة الهرم مربعة تساوي النسبة الذهبية.وقد اشار هيرودوت إلى التناسبات الموجودة  في الهرم بقوله : “لقد أعلمني الكهنة المصريون أن التناسبات المُقامة في الهرم الأكبر بين جانب القاعدة والارتفاع كانت تسمح بأن يكون المربع المُنشأ على الارتفاع يساوي بالضبط مساحة كل من وجوه الهرم المثلثة” , ويشار أيضـأ إلى أن غرفة الملك في هرم خوفـو تحقق النسبة الذهبية.
الحضارة اليونانية

هيكل البارثينون – أكروبوليس أثينـا

أظهرت الدراسات المعمارية أن هيكل البارثينون – أكروبوليس أثينـا يخضع لهذه النسبة حيث وجد اليونانيون القدماء ان هذه النسبة مريحة بصرياً ومن أهم معايير الجمال في الطبيعة، ولذا فقد طبقوا هذا المستطيل الذهبي في عمائرهم.

الحضارة الإسلاميــة : 


نري العمارة الإسلامية مقترنة بالنسبة الذهبية في عدة أمثله :
جامع القيروان (جامع عقبة بن نافع) تونس

جامع القيروان الكبير ( مسجد عقبة بن نافع) تونس : الذي تتواجد النسبة الذهبية في تصميمه متناسقة بين معظم أرجائه من المساحة الكلية، إلى مساحة فناء المسجد حتى التناسب الواضح في مناراته .

كما تظهر هذه النسبة بالطبع في التحفة المعمارية واجمل بناء على ظهر الارض وهو تاج محل بالهند


العصر الحديـث :


يشتهر المعماري المعروف لي كوربوزيه و ماريو بوتا بتوظيفهما هذه النسبة الساحرة في كثير من أعمالهما، وتتواجد النسبة الذهبية في الكثير من المعالم حديثة النشـأه ومن أهمها مبني الأمم المتحدة وتظهر النسبة الذهبية فيه عند مقارنة عرض المبني إلى الارتفاع لكل عشر طوابق فيه.

النسبة الذهبية في الفنون : 

فن الرسـم :

قام بعض مشاهير الرسم بمراعاة النسبة الذهبية في أعمالهم وهناك أمثله علي ذلك قام ليوناردو دافينشي بمراعاة تلك النسبة في لوحتــه الشهيرة الموناليزا وقد كان من المهتمين كثيرا بالنسبة الذهبية .وأيضا في لوحة العشاء الأخيـر بها نفس التناسق الرائع للنسبة الذهبية.

وأيضا كان الفنان لاورانس ألما-تاديما مهووس بتلك النسبة وفي الرسم المعاصر، اشتهر الرسام (سيلفادور دالي) باستخدام النسبة الذهبية إلى جانبه يأتي “موندرين” ، فنراها في رسوماته ايضا

فن التصويـر الفوتوغرافي :


يعتمد التصوير الفوتوغرافي بالدرجة الأولى علي الموهبة والتذوق الفنـي ,والنسبة الذهبية تبلور وتصقل ذلك في قالب جميل متناسق اذا تم مراعاتها اثنا التصوير.
وهناك عدة أساليب لتطبيق النسبة الذهبية في الصور .
مثل قاعدة الأثلاث الذهبيـة , والمثلثات الذهبية للخطوط المائلة والالتواء الذهبي الذي يقود العين نحو المركز

مثال على قاعدة المثلثات الذهبية للخطوط المائلة في فن التصوير
إنـنـا نحيـا في ملكوت الله، كون محكم بإتقـان؛ كلمـا تأملنـاه رأينـا الجمـال والإشـراق والحكمة والعلم. فكان الإبداع اسم من أسمائه تعالى (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)..
والنسبة الذهبية أحد عناصر هذا الابداع

أضف تعليق